فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وذكر بعض المفسرين أنه كان بعَيْن شمس كَثِيب من رمل فضربه موسى بعصاه فصار قَمَّلًا.
وواحد القَمْل قَمْلة.
وقيل: القُمَّلُ القَمْلُ، قاله عطاء الخُراسانيّ.
وفي قراءة الحسن {والقَمْل} بفتح القاف وإسكان الميم.
فتضرّعوا فلما كُشف عنهم لم يؤمنوا؛ فأرسل الله عليهم الضفادع، جمع ضِفْدِع وهي المعروفة التي تكون في الماء، وفيه مسألة واحدة وهي أن النهي ورد عن قتلها؛ أخرجه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح.
أخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق وابن ماجه عن محمد بن يحيى النيسابورِيّ الذُّهْليّ عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصُّرَد والضِّفْدع والنّملة والهُدهد» وخرج النسائِيّ عن عبد الرحمن بن عثمان: «أن طبيبًا ذكر ضِفْدعًا في دواء عند النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله» صححه أبو محمد عبد الحق.
وعن أبي هريرة قال: الصُّرَد أوّل طير صام.
ولَمّا خرج إبراهيم عليه السلام من الشأم إلى الحرم في بناء البيت كانت السَّكِينة معه والصرد؛ فكان الصُّرد دليلَه إلى الموضع، والسّكِينة مقداره.
فلما صار إلى البقعة وقعت السَّكِينة على موضع البيت ونادت: ابن يا إبراهيم على مقدار ظِلِّي؛ فنهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن قتل الصَرد لأنه كان دليل إبراهيم على البيت، وعن الضفدع لأنها كان تصبّ الماء على نار إبراهيم.
ولَمّا تسلّطت على فرعون جاءت فأخذت الأمكنة كلها، فلما صارت إلى التَّنُّور وَثَبَتْ فيها وهي نار تسعر، طاعة لله.
فجعل الله نقِيقها تسبيحًا.
يقال: إنها أكثر الدواب تسبيحًا.
قال عبد الله بن عمرو: لا تقتلوا الضّفدع فإن نقيقه الذي تسمعون تسبيح.
فرُوي أنها ملأت فرشَهم وأوعيتهم وطعامهم وشرابهم؛ فكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع، وإذا تكلّم وثب الضّفدع في فيه.
فشكَوْا إلى موسى وقالوا: نتوب؛ فكشف الله عنهم ذلك فعادوا إلى كفرهم؛ فأرسل الله عليهم الدّم فسال النيل عليهم دَمًا.
وكان الإسرائيليّ يغترف منه الماء، والقبطيُّ الدّمَ.
وكان الإسرائيلي يَصُبّ الماء في فم القبطي فيصير دَمًا، والقبطيُّ يصب الدّم في فم الإسرائيلي فيصير ماء زلالًا.
{آيَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ} أي مبيَّنات ظاهرات؛ عن مجاهد.
قال الزجاج: {آيات مفصّلات} نصب على الحال.
ويروى أنه كان بين الآية والآية ثمانية أيام.
وقيل: أربعون يومًا.
وقيل: شهر؛ فلهذا قال: {مفصلات}.
{فاستكبروا} أي ترفّعوا عن الإيمان بالله تعالى. اهـ.

.قال الخازن:

{فأرسلنا عليهم الطوفان}.
قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحاق: دخل كلام بعضهم في بعض قالوا لما آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوبًا أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر والتمادي في الشر فتابع الله عليهم الآيات فأخذهم أولًا بالسنين وهو بالقحط ونقص الثمرات وأراهم قبل ذلك من المعجزات اليد والعصا فلم يؤمنوا فدعا عليهم موسى وقال: يا رب إن عبدك فرعون علا في الأرض وبغى وعتا وإن قومه قد نقضوا العهد رب فخذهم بعقوبة تجعلها عليهم نقمة ولقومي عظة ولمن بعدهم آية وعبرة فبعث الله عليهم الطوفان وهو الماء فأرسل الله عليهم المطر من السماء وبيوت بني إسرائيل وبيوت القبط مختلفة مشتبكة فامتلأت بيوت القبط حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم ومن جلس منهم غرق ولم يدخل من ذلك الماء في بيوت إسرائيل شيء وركد الماء على أرضهم فلم يقدروا على التحرك ولم يعلموا شيئًا ودام ذلك الماء عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت.
وقال مجاهد وعطاء: الطوفان الموت.
وقال وهب: الطوفان الطاعون بلغة أهل اليمن.
وقال أبو قلابة: الطوفان الجدري وهم أول من عذبوا به ثم بقي في الأرض.
وقال مقاتل: الطوفان الماء طفا فوق حروثهم.
وفي رواية ابن عباس أن الطوفان أمر من الله طاف بهم فعند ذلك قالوا يا موسى ادع لنا ربك ليكشف عنا هذا المطر ونحن نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه فرفع عنهم الطوفان وأنبت الله لهم تلك السنة شيئًا لم ينبته قبل ذلك من الكلأ والزرع والثمر وأخصبت بلادهم فقالوا ما كان هذا الماء إلا نعمة علينا فلم يؤمنوا وأقاموا شهرًا في عافية فبعث الله عليهم الجراد فأكل عامة زرعهم وثمارهم وورق الشجرة وأكل الأبواب وسقوف البيوت والخشب والثياب والأمتعة وأكل مسامير الحديد التي في الأبواب وغيرها وابتلي الجراد بالجوع فكان لا يشبع وامتلأت دور القبط منه ولم يصب بني إسرائيل من ذلك شيء فعجوا وضجوا وقالوا يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا هذا الرجز لنؤمنن لك وأعطوه عهد الله وميثاقه بذلك فدعاء موسى ربه فكشف الله عنهم الجراد بعد ما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت وفي الخبر «مكتوب على صدر كل جرادة جند الله الأعظم» ويقال إن موسى عليه السلام خرج إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق فرجع الجراد من حيث جاء وكان قد بقي من زروعهم وثمارهم بقية فقالوا قد بقي لنا ما هو كافينا فما نحن بتاركي ديننا فلم يؤمنوا ولم يفوا بما عاهدوا عليه وعادوا إلى أعمالهم الخبيثة أقاموا شهرًا في عافية ثم بعث الله عليهم القمل واختلفوا فيه فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن القمل هو السوس الذي يخرج من الحنطة.
وقال مجاهد وقتادة والسدي والكلبي: القمل الدبي وهو صغار الجراد الذي لا أجنحة له.
وقال الحسن: يقرأ بفتح القاف وسكون الميم.
قال أصحاب الأخبار أمر الله موسى عليه السلام أن يمشي إلى كثيب رملي أعفر بقرية من قرى مصر تسمى عين شمس فمشى إلى ذلك الكثيب فضربه بعصاه فانهال عليهم القمل فتتبع ما بقي من حروثهم وزروعهم وثمارهم فأكلها كلها ولحس الأرض وكان يدخل بين ثوب أحدهم وجلده فيعضه فإذا أكل أحدهم طعامًا امتلأ قملًا.
قال سعيد بن المسيب: القمل السوس الذي يخرج من الحبوب وكان الرجل منهم يخرج بعشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد منها ثلاثة أقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل وأخذت أشعارهم وأبصارهم وحواجبهم وأشفار عيونهم ولزم فدعا موسى فرفع الله عنهم القمل بعد ما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فمكثوا بعد ذلك ورجعوا إلى أخبث ما كانوا عليه من الأعمال الخبيثة وقالوا ما كنا قط أحق أن نستيقن أنه ساحر من اليوم يجعل الرمل دوابًا فدعا موسى عليهم ما أقاموا شهرًا في عافية فأرسل الله عليهم الضفادع فامتلأت منها بيوتهم وأطعمتهم وآنيتهم فلا يكشف أحد إناء ولا طعامًا إلا وجد فيه الضفادع وكان الرجل منهم يجلس في الضفادع فتبلغ إلى حلقه فإذا أراد أن يتكلم يثب الضفدع فيدخل في فيه وكانت تثب في قدورهم فتفسد طعامهم عليهم وتطفئ نيرانهم وكان أحدهم إذا اضطجع ركبته الضفادع حتى تكون عليه ركامًا فلا يستطيع أن ينقلب إلى شقه الآخر وإذا أراد أن يأكل سبقه الضفدع إلى فيه ولا يعجن أحدهم عجينًا إلا امتلأ ضفادع فلقوا من ذلك بلاء شديدًا.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال كانت الضفادع برية فلما أرسلها الله على آل فرعون وسمعت وأطاعت وجعلت تقذف بأنفسها في القدور وهي تغلي على النار وفي التنانير وهي تفور أثابها الله بحسن طاعتها برد الماء فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسى ما يلقونه من الضفادع وقالوا هذه المرة نتوب ولا نعود فأخذ موسى عليه السلام عليهم العهود والمواثيق ثم دعا الله فكشف عنهم الضفدع بعد ما أقامت عليهم سبعًا من السبت إلى السبت فأقاموا شهرًا في عافية ثم نقضوا العهد وعادوا إلى كفرهم فدعا عليهم موسى عليه الصلاة ولسلام فأرسل الله الدم فسال النيل عليهم دمًا عبيطًا وصارت مياههم كلها دمًا وكل ما يستقون من الآبار والأنهار يجدونها دمًا عبيطًا فشكوا ذلك إلى فرعون وقالوا: ليس لنا شراب إلا الدم، فقال: سحركم.
فقالوا: من أين يسحرنا ونحن لا نجد في أوعيتنا شيئًا من الماء إلا دمًا عبيطًا.
فكان فرعون يجمع بين القبطي والإسرائيلي على إناء واحد فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء وما يلي القبطي دمًا ويفرغان الجرة فيها الماء فيخرج للقبطي دم وللإسرائيلي ماء حتى أن المرأة من آل فرعون تأتي إلى المرأة من بني إسرائيل حين جهدهم العطش فتقول لها اسقني من مائك فتصب لها في قربتها فيصير في الإناء ماء حتى كانت تقول اجعليه في فيك ثم مجيه في فمي فتفعل ذلك فيصير دمًا ثم إن فرعون اعتراه العطش حتى أنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها صار ماؤها دمًا فمكثوا على ذلك سبعة أيام لا يشربون إلا الدم.
وقال زيد بن أسلم: إن الدم الذي سلط الله عليهم كان الرعاف فأتوا موسى صلى الله عليه وسلم وشكوا إليه ما يلقوه وقالوا ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنحن نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه فكشف عنهم ذلك فلم يؤمنوا فذلك قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات} يعني يتبع بعضها بعضًا وتفصيلها أن كل عذاب كان يقوم عليهم أسبوعًا وبين كل عذابين مدة شهر {فاستكبروا} يعني عن الإيمان فلم يؤمنوا {وكانوا قومًا مجرمين} يعني آل فرعون. اهـ.

.قال أبو حيان:

{فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين}.
قال الأخفش الطوفان جمع طوفانة عند البصريين وهو عند الكوفيين مصدر كالرجحان، وحكى أبو زيد في مصدر طاف طوفًا وطوافًا ولم يحك طوفانًا وعلى تقدير كونه مصدرًا فلا يراد به هنا المصدر، قال ابن عباس هو الماء المغرق، وقال قتادة والضحاك وابن جبير وأبو مالك ومقاتل هو المطر أرسل عليهم دائمًا الليل والنهار ثمانية أيام واختاره الفراء وابن قتيبة، وقيل ذلك مع ظلمة شديدة لا يرون شمسًا ولا قمرًا ولا يقدر أحد أن يخرج من داره.
وقيل أمطروا حتى كادوا يهلكون وبيوت القبط وبني إسرائيل مشتبكة فامتلأت بيوت القبط ماء حتى قاموا فيه إلى تراقيهم فمن جلس غرق ولم يدخل بيوت بني إسرائيل قطرة وفاض الماء على وجه أرضهم وركد فمنعهم من الحرث والبناء والتصرّف ودام عليهم سبعة أيام، وقيل طم فيض النيل عليهم حتى ملأ الأرض سهلًا وجبلًا.
وقال ابن عطية: هو عام في كل شيء يطوف إلا أن استعمال العرب له أكثر في الماء والمطر الشديد.
ومنه قول الشاعر:
غير الجدّة من عرفانه ** خرق الرّيح وطوفان المطر

ومد طوفان مبيد مددا ** شهرًا شآبيب وشهرًا بردا

وقال مجاهد وعطاء ووهب وابن كثير هو هنا الموت الجارف وروته عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولو صحّ وجب المصير إليه ونقل عن مجاهد ووهب أنه الطاعون بلغة اليمن، وقال أبو قلابة هو الجدري وهو أول عذاب وقع فيهم فبقي في الأرض.
وقيل هو عذاب نزل من السماء فطاف بهم، وروي عن ابن عباس أنه معمى عنى به شيء أطافه الله بهم فقالوا لموسى ادع لنا ربك يكشف عنا ونحن نؤمن بك فدعا فرفع عنهم فما آمنوا فنبت لهم في تلك السنة من الكلأ والزرع ما لم يعهد مثله فأقاموا شهرًا فبعث الله تعالى عليهم الجراد فأكلت عامة زرعهم وثمارهم ثم أكلت كل شيء حتى الأبواب وسقوف البيوت والثياب ولم يدخل بيوت بني إسرائيل منها شيء ففزعوا إلى موسى ووعدوه التوبة فكشف عنهم سبعة أيام وخرج موسى عليه السلام إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجع الجراد إلى النواحي التي جئن منها وقالوا ما نحن بتاركي ديننا فأقاموا شهرًا وسلّط عليهم القمل، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعطاء: هو الدّبا وهو صغار الجراد قبل أن تنبت له أجنحة ولا يطير، وقال ابن جبير عن ابن عباس: هو السّوس الذي يقع في الحنطة، وقال الحسن وابن جبير: دواب سود صغار، وقال حبيب بن أبي: ثابت هو الجعلان، وقال أبو عبيدة: هو الحمنان وهو ضرب من القردان، وقال عطاء الخراساني وزيد بن أسلم: هو القمل المعروف وهو لغة فيه ويؤيده قراءة الحسن بفتح القاف وسكون الميم، وقيل هو البراغيث حكاه ابن زيد وروي أنّ موسى مشى إلى كثيب أهيل فضربه بعصاه فانتشر كله قملًا بمصر فأكل ما أبقاه الجراد ولحس الأرض وكان يدخل بين جلد القبطيّ وقميصه ويمتلئ الطعام ليلًا ويطحن أحدهم عشرة أجربة فلا يرد منها إلا يسيرًا وسعى في أبشارهم وشعورهم وأهداب عيونهم ولزمت جلودهم فضجوا وفزعوا إلى موسى عليه السلام فرفع عنهم فقالوا قد تحققنا الآن أنك ساحر وعزّة فرعون لا نصدقك أبدًا، فأرسل الله عليهم بعد شهر الضفادع فملأت آنيتهم وأطعماتهم ومضاجعهم ورمت بأنفسها في القدور وهي تغلي وفي التنانير وهي تفور وإذا تكلم أحدهم وثبت إلى فيه، قال ابن جبير: وكان أحدهم يجلس في الضفادع إلى ذقنه فقالوا لموسى ارحمنا هذه المرة ونحن نتوب التوبة النصوح ولا نعود فأخذ عليهم العهود فكشف عنهم فنقضوا العهد فأرسل الله عليهم الدم، قال الجمهور: صار ماؤهم دمًا حتى أنّ الإسرائيلي ليضع الماء في القبطي فيصير في فيه دمًا وعطش فرعون حتى أشفى على الهلاك فكان يمصّ الأشجار الرطبة فإذا مضغها صار ماؤها الطيّب ملحًا أجاجًا، وقال سعيد بن المسيب: سال عليهم النيل دمًا، وقال زيد بن أسلم: الدّم هو الرعاف سلطه الله عليهم.
ومعنى تفصيل الآيات تبيينها وإزالة أشكالها والتفصيل في الإجرام هو التفريق وفي المعاني يراد به أنه فرق بينها فاستبانت وامتاز بعضها من بعض فلا يشكل على العاقل أنها من آيات الله التي لا يقدر عليها غيره وأنها عبرة لهم ونقمة على كفرهم، وقال ابن قتيبة سماها {مفصلات} لأن بين الآية والآية فصلًا من الزمان، قيل كانت الآية تمكث من السبت إلى السبت ثم يبقون عقيب رفعها شهرًا في عافية، وقيل ثمانية أيام ثم تأتي الآية الأخرى، وقال وهب: كان بين كل آيتين أربعون يومًا، وقال نوف البكالي مكث موسى عليه السلام في آل فرعون بعد إيمان السحرة عشرين سنة يريهم الآيات وحكمة التفصيل بالزمان أنه يمتحن فيه أحوالهم أيفون بما عاهدوا أم ينكثون فتقوم عليهم الحجة وانتصب {آيات مفصلات} على الحال والذي دلّت عليه الآية أنه أرسل عليهم ما ذكر فيها وأما كيفية الإرسال ومكث ما أرسل عليهم من الأزمان والهيئات فمرجعه إلى النّقل عن الأخبار الإسرائيليات إذ لم يثبت من ذلك في الحديث النبوي شيء ومع إرسال جنس الآيات استكبروا عن الإيمان وعن قبول أمر الله تعالى، {وكانوا قومًا مجرمين} إخبار منه تعالى عنهم باجترامهم على الله وعلى عباده. اهـ.